الأحد، 4 مايو 2014

خف علينا يا بو الفهامة

 بوفلان الكويتي طلق زوجته الكويتية و تزوّج الأجنبية و تعلّق بها بجنون؟ أكيد مسحور.     

لماذا رسبتُ في الإختبار؟ أكيد بسبب عين حارة.

لماذا زميلي ينجح في كل إختباراته كل سنة بدون دراسة؟ أكيد لأنه يستعين بالحجر الكريم في خاتمه. 

لماذا كل مشاريعي التجارية تخسر؟ أكيد "قرادة". أنا مقرود منذ ولادتي.

كلما ذهبتُ إلى المطار ، طارت عني الطائرة. أكيد هذا حظي العاثر.

حاولت تخسيس وزني بكل الطرق و فشلت. أكيد الله مو كاتب لي أخس.   

ذهبتُ إلى "الشيخ الروحاني". و بعد ثوانٍ من التأمّل و التمتمة ، ذَكَرَ لي إسم جارتنا "فلانة".
أكيد هي وراء خراب بيتي. كانت مخططة للإستيلاء على زوجي منذ البداية. 


في مجتمعنا نسمع الكثير من هذه "الإفادات" و محاولة التفسير الجازم لها و الذي يبدأ عادةً بكلمة "أكيد". أطمّنك و أقول لك لا تحزن. محاولة تفسير الظواهر غير المفهومة بتصديق الخوارق الغامضة صفة عامة موجودة عند كل الناس و في كل الحضارات. 

يصعب على الكثير الإعتراف بالجهل. لذلك يعوضون جهلهم لاشعورياً بتفسيرات خارقة لتشفي تساؤلاتهم التي تغلي عقولهم. الاعتراف بالجهل أمر مزعج و مؤلم أيضاً. أو على الأقل غير مريح. لذلك يجد الجاهل نفسه أمام إختيارين:

١. الإختيار الصعب: البحث عن الحقيقة و تقبّل نتائجها مهما كانت جافة أو مرّة.  

٢.الإختيار السهل: قبول إجابات مزيفة و غامضة. إما مبتكرة أو موروثة عن أسلافنا. 

يُطلَق على الإختيار السهل أعلاه مسمى "القضية النابعة من الجهل" (Argument from ignorance). و الأغلبية تنتهجه لأنه الطريق الأسهل. تفسير الظواهر من حولنا بهذه الطريقة ما هو إلا محاولة يائسة من العقل لربط تسلسل الأحداث لفهمها دون البحث العلمي الفعّال فيها. أسلوب البحث العلمي متعب و مضني. تم تصميمه و تطويره و تنقيحه على مر العقود ليتفادى هذه الطريقة الخاطئة في الفهم. بمعنى آخر. معرفة الأسباب الحقيقية لأي ظاهرة غامضة يزيل هذا الغموض. 

الكويتي يفضّل الزواج من الأجنبية؟
من يعرف لعبة "العرض و الطلب" يفهم منها الكثير. بعض الكويتيين لا يزالون يعيشون دور الرجل الشرقي "سي السيّد" الذي يعتبر المرأة على أنها "خادمة + آلة تفريخ". في ظروف الرفاه المادي الذي نعيشه حالياً و حصول المرأة الكويتية على حقوقها و حريتها ، نرى المرأة الكويتية لم تعد مكسورة الجناح و الخاطر كما كانت في الماضي.

لذلك وجد الكويتيون البديل في الدول الفقيرة. حيث المرأة هناك مستعدة لعمل المستحيل في سبيل الهروب من فقرها. حتى لو كان معناه الزواج من كويتي و العيش تحت خدمته. هذه الظاهرة لا تقتصر على الكويتيين أو الخليجيين. لأنها منتشرة أيضاً عند الأمريكان الذين يتزوجون الآسيويات. بالذات من فيتنام و الصين و الفلبين. 

لماذا أنت ترسب في الإختبارات؟
ربما هناك خطأ في استراتيجية دراستك للمنهج. 
ربما تحفظ دروسك دون فهم.
ربما لا تراجع إختبارات السنوات السابقة.
ربما هناك عداوة شخصية بينك و بين أستاذك تجعله يرسّبك (ظاهرة معروفة في الجامعات العربية).
و ١٠٠٠ إحتمال و إحتمال غير العيون الحارة!     

زميلك ينجح كل سنة بدون دراسة؟
ربما زميلك يدرس و يجتهد لكنه يعمل بصمت (لأنه يخاف من العيون الحارة). 
ربما زميلك موهوب بذاكرة فوتوغرافية. بمعنى أنه يسمع الدرس في المحاضرة و يحفظه كله من أول مرة. 
ربما زميلك تصله أسئلة الإختبار المسرّبة من "مصادره الخاصة".
ربما زميلك صديق الأستاذ. لذلك ينجح بدون دراسة (من المسلّمات في جامعات العالم الثالث). 
و ألف إحتمال و إحتمال معقول غير الخرز و الأحجار الكريمة!

مشاريعك التجارية تخسر؟
هل طلبتَ إستشارة خبير قبل البدء في مشروعك؟
هل تفانيت في مشروعك؟ أم تركته و خليت الأمور تسير على البركة؟
هل تعلم بأن الأغلبية الساحقة للمشاريع الصغيرة مصيرها الفشل؟ 
فشل مشروعك ليس الإستثناء. و لا علاقة لمشروعك بحظك.

تطير عنك الطائرة كلما ذهبتَ إلى المطار؟
سامحني إذا صحيتك من أوهامك. و لكن جدول إقلاع و وصول الطائرات ثابت ، ليس له علاقة بحظك. 
وجودك في المطار قبل الإقلاع بساعتين يضمن لك إقلاع الطائرة و أنت فيها. 

كل طرق التخسيس فشلت معك فعلاً؟
إذا كنتَ تعاني من السمنة المفرطة ، هل قابلت طبيباً مختصاً؟
ربما سمنتك سببها مرض أو إختلال هرموني من الممكن علاجه. و إذا عولِجَ المرض زالت السمنة. 

البعض يعتبر التخسيس على أنه مرحلة مؤقتة يتم فيها تناول طعام معيّن و الإلتزام بتمرين معيّن. و بعد فقد الوزن المطلوب يرجع الشخص لنمط حياته المعتاد.

التخسيس الفعّال يجب أن يكون جزءاً من حياتك. أنت لا تستغنِ عن أنشطتك اليومية مثل الإستحمام و الوجبات الثلاثة و جلسات الدواوين. يجب أن يكون التمرين كذلك جزءاً من روتينك اليومي. لا ترمِ بفشلك على الأقدار. لأن الله تعالى لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم. 

الشيخ "الروحاني" مكشوف عنه الحجاب؟
خداع الناس فن لا يتقنه أي أحد. هذا الفن له أصوله و أسراره التي وثقها البعض في كتب متوفرة في الأسواق لمن يريد.
تشرح هذه الكتب (و بالتفصيل) كيفية إقناع البسطاء المغفلين بكشف المستور و و رؤية المستقبل و الغيبيات التي لا يعلمها إلا رب الأرباب. و مثلما يقول المثل الإنجليزي "هناك مغفل يولَد كل دقيقة" (There is a sucker born every minute). بمعنى أن المغفلين مصدر غني لا ينضب. الحكاية هنا أيضاً في النهاية عرض و طلب. و طالما أن المغفل موجود (طلب) ، سيظل النصاب أيضاً موجود (عرض).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق