الأحد، 29 ديسمبر 2013

ليست الأشياء كما تبدو

الظاهر رقم ١
"عبدالوهاب" شاب وسيم طويل القامة. هو في الواقع أطول شخص في العائلة. 
وسامته تتمثل في حجم يديه الكبيرتين و بروز جبهته و عرض فكّه. 

الظاهر رقم ٢
"محمد" و "فرج" أخوان توأم من مواليد دولة عربية. "محمد" ترك المدرسة في سن مبكرة و عمل في محل للأقمشة. بينما أخوه "فرج" أكمل تعليمه الجامعي في الهندسة و هاجر إلى كندا. محمد نجح في تجارته و أضحى تاجراً غنياً للأقمشة. لكن أمه كانت دائماً تقول له "لماذا لم تفلح في دراستك لتلحق بأخيك فرج في كندا؟"

الظاهر رقم ٣
أمم أخرى متقدمة علينا في العلم و التكنولوجيا و السياحة والإقتصاد ، بالرغم من صغر سنها.
كل إنجازاتها تشير إلى تقدمها القياسي في شتى المجالات إلى درجة مضاهاتها لدول الغرب.
البعض يظن بأنها ستستغني عن النفط كمصدر رئيسي للدخل في المستقبل القريب. 


الباطن رقم ١
طول قامة "عبدالوهاب" و ملامح وجهه البارزة و أطرافه الضخمة (Acromegaly) سببها ورم في الغدة النخامية يفرز هرمون النمو بغزارة. هرمون النمو الزائد على المدى البعيد يسبب إرتفاع في ضغط الدم و ضعف في عضلة القلب.  

الباطن رقم ٢
"فرج" تخرج من كلية الهندسة و هاجر كندا بالفعل. لكنه يعمل هناك نادلاً في مقهى. ذلك لأن شهادته غير معترَف بها في كندا. حتى إذا كانت شهادته معتَرَف بها ، التنافس على الوظائف لا يرحم. أولوية التوظيف لخريجي الجامعات الكندية المحلية. لذلك وضع "فرج" شهادته الجامعية في إطار فاخر و علّقها في شقته لتصبح جزءاً من ديكور البيت.

الباطن رقم ٣
الأمم "الأخرى" إنجازاتها الملموسة تلفت الأنظار بالفعل. تشيّد ناطحات للسحاب تبهر الأبصار. تجذب كل المستثمرين و المواهب و العقول. لكن لمحة واحدة للتاريخ القصير لهذه الأمم يكفي لمعرفة البئر و غطاه.

ليس لديها بنية تحتية. و لا دستور. و لا حقوق إنسان. المساواة فيها معدومة. تقييم الناس يتم حسب العرق و الأصل و اسم العائلة و الدين و المذهب بدلاً من الكفاءة. "الرجل" فيها هو العالم كله. بينما المرأة فيها مكسورة الجناح تعيش فقط تحت ظل الرجل لتخدمه.
هذه الأمم لديها برلمان صوري بديمقراطية زائفة (هذا إذا كان لديها برلمان أصلاً).

هذه الأمم تعتقد بأن المال يشتري كل شيء.
لذلك تشتري اللاعبين المحترفين لمنتخباتها. و تشتري العلماء للتدريس في جامعاتها.
و تشتري الطائرات المدنية (و الطيارين أيضاً) بالجملة لدعم أسطولها الضخم. 
و تشتري بالمال أهل الإختصاص لكل إختصاص. 

أما عن وضع الإعلام في هذه الأمم فهو المضحك المبكي. 
تغطيتها الإعلامية مكثّفة لأي إنجاز ضخم. و تعتيمها الإعلامي لأي فضيحة أو فساد فيها.

لا تدرك هذه الأمم بأن كاميرات الهواتف النقالة و الانترنت تفضح أي فساد مستور في عصرنا هذا. 
الإعلام في هذه الدول يشابه الأم التي تفرض على أبنائها الإبتسام أمام الكاميرا لإقناع العالم بأن حياتها الأسرية سعيدة. أو الممثل الكوميدي الذي يصفّي كل من لا يضحك على نكاته ليقف أمام جمهوره المرعوب ليضحك على أي نكتة مهما كانت "بايخة".

"علاقتنا بالغرب هي كالعلاقة بين التلميذ و الأستاذ. بينما علاقة العرب بالغرب هي كالعلاقة بين البائع و المشتري".
هذه الحكمة البليغة منسوبة إلى أسد ماليزيا "د. مهاتير محمد" (لا أعلم إن كانت حقاً حكمته).

القصد من هذا المقال أن ظاهر الأمور غير باطنها. و الأشياء ليست كما تبدو. و ليس كل ما يلمع ذهباً.

الأحد، 15 ديسمبر 2013

متميّزون محلّيون

  بين الحين و الأخر ربما نصادف رجلاً كبيراً في السن يفتخر بأنه كان يعرف أحد عظماء عصره. مصطلح "عظماء" أقصد به ناس صنعوا التاريخ بإنجازاتهم. في أغلب الأحيان نجد الكثير من أترابهم في الساحة ، لكن العظيم منهم يبرز عن البقية: إما بموهبة نادرة ، أو موقف بطولي ، أو اختراع ثوري ، أو مبادرة فريدة من نوعها.    

في رأيي المتواضع ، تاريخ كل العظماء يحوي عنصرين رئيسيين:
١. مواجهتهم لعقبات و صعاب من كل الأنواع. بمعنى أن طريقهم لم يكن سهلاً.   
٢. كيف تصرفوا / عالجوا / كافحوا / عاندوا هذه العقبات بتسخير الوسائل المتوفرة لديهم. 

  في أول سنة لي خلال غربتي في إيرلندا،  تعرفت على زميل عزيز أكبر مني سنّاً إسمه "عمّار جعفر". كنتُ مراهقاً مغترباً وحيداً غير معتاد على الحياة دون أهلي. عمّار إعتنى بي في تلك الفترة وكأنني أخاه الأصغر. في شقته (حيث كنا ندرس معاً) كانت هناك صورة شخصية على الرف لطفل يشبه عمّار كثيراً. سألت عمّار "من هذا الطفل؟" فقال لي "هذا أخي الصغير مصطفى".

  بضع سنوات مضت. و لم يبق على تخرجي الكثير. قابلت في شقة عمار فتى يافع يشبه عمّار في نبرة الصوت. قال لي بأنه "مصطفى". مصطفى الطفل الصغير الذي كانت صورته على الرف! أتى إلى دبلن لدراسة الثانوية العامة الإيرلندية. طبعاً كل من درس في الخارج يعرف عقبة دراسة اللغة و تحدياتها. ذلك لأن الإنجليزي الذي درسناه في مدارس الكويت آنذاك يختلف عن الإنجليزي "الفعلي" في المملكة المتحدة و ايرلندا.

  ساعدت مصطفى في تعلّم اللغة. هذا أقل شيء قدمته مقابل مساعدة أخاه لي في بداية غربتي. أبهرني بسرعة إستيعابه للمفردات و القواعد و اكتسابها في زمن قياسي. لتقوية اللغة ، نصحته بالقراءة. كانت كتب علوم البحار تحوز على إهتمامه أكثر من أي كتب أخرى. مرت السنوات. و انشغل كل منا في الحياة و متاعبها. في يوم من الأيام لفت نظري في قناة الراي و مجلة "ليالينا" شخص متميّز. وجهه لم يكن غريب عليّ. إسمه "كبير مدربي الغوص الكابتن مصطفى جعفر".

كبير مدربي الغوص الكابتن مصطفى جعفر

  بعدما تخرجت و توظفت في الكويت ، إلتحقت بالبورد الكويتي للأمراض الباطنية (Internal medicine). في سنتي الأولى بعد تخرجي تعرفت على طالب للطب اسمه "جراح الطبيّخ" من جامعة الكويت. كان يحمل في يده رسومات جميلة. سألته "أنت الذي رسمتها؟" هزّ رأسه بالإيجاب. من يومها أصبحنا أصدقاء تجمعنا هواية الرسم و قراءة القصص المصورة (كوميكس).  

  بعدما تخرج د. جراح ، أراد الإلتحاق ببورد الأشعة في الكويت (Radiology). إيماناً منه بأنه سيجد ضالته المنشودة في هذا التخصص. في تلك الفترة كان قد أسّس لنفسه سمعة طيبة في الوسط الطبي بإحترافه للرسم و توظيفه في عدة مجالات منها التوضيح الطبي (Medical illustration) و رسم القصص المصورة خارج النطاق الطبي أيضاً (أسطورة المرأة الأفعى).

  صُعِقَ في المقابلات الشخصية عندما رفضوه مسئولو البورد دون إبداء الأسباب. هذا أمر عادي في الكويت. فمستشفياتنا تعتمد على العمالة الأجنبية في كل التخصصات. و بالرغم من قلة الأطباء الكويتيين نسبياً و إنخفاض المنافسة ، إلا أن "أصحاب" البورد يقبلون فلان و يرفضون علان حسب أجندتهم الخفية دون معايير واقعية ملموسة.

  "لا يضيع حق وراءه مطالب". هذا ما آمن به صاحبي الذي أوصل شكواه على هذا التعسف إلى أعلى المراكز و حصل على حقه بالإلتحاق بالبورد متأخراً عن دفعته ببضعة أشهر. مسئول البورد المحلي في تلك الفترة أرسل له رسالة فحواها بين السطور "لا تتوقع أنك إذا مشّيت كلامك علينا معناها إحنا بنسكت عنك". بدأ معه بعد ذلك مسلسل التطفيش المشهور جداً في كل الجهات الحكومية.

 وقتها كان باب الإبتعاث لبورد الأشعة في ألمانيا مفتوحاً. انتهز صاحبي الفرصة و سافر إلى ميونخ ليبدأ صفحة جديدة هناك. فماذا كانت النتيجة؟ أصدر كتابين في تخصص الأشعة من دار سبرنغر العالمية للنشر (موقع أمازون ١ ، موقع أمازون ٢). هذا غير مجموعة لا بأس بها من الأوراق العلمية.

 لو كان مقبولاً في بورد الأشعة في الكويت ، هل سيتسنّى له إصدار هذه المؤلفات؟  
بعد إصدار كتابه الأول (Congenital Diseases and Syndromes) قابل د. جراح بالصدفة أحد "الجهابذة" الذين ساهموا في تطفيشه. قال له "سمعنا عن كتابك. بغينا نسخة منه عشان ندرّسه لتلاميذنا". أتوقع لسان حال د. جراح قال حينذاك "تو الناس!".

د. جراح الطبيّخ.
  أحد إخواني كان و لا يزال يذهب إلى "الديوانية" مرة كل أسبوع. و في إحدى المرات عرض علي الذهاب معه. كانت "ديوانية" تختلف في قالبها عن بقية الدواوين الكويتية التقليدية. رواد الديوانية جامعيين تخصصاتهم متشابهة و أعمارهم متقاربة و ثقافتهم كانت بالدرجة الأولى باللغة الإنجليزية. عددهم محدود و يجمعهم كلهم شغف واحد: التكنولوجيا. عرّفني أخي على صاحب الديوانية. إنسان محترم دمث الخلق. أسلوبه في الحديث هاديء متروّي ، يذكرني كثيراً بأسلوب الفلكي الراحل كارل سيغن.

د. محمد قاسم
   صاحب الديوانية كانت له نظرة تختلف عن باقي أصحابه. أراد نشر المعرفة بين الناس الناطقة بالعربية دون الحاجة بالضرورة لتعلم لغة أجنبية. العالم العربي في العلوم ، مقارنة بباقي دول العالم في مؤخرة الركب. و السكوت على الجهل يساهم في تعزيزه. لذلك قرر صاحب الديوانية نشر المعرفة و العلم و التكنولوجيا عن طريق الإنترنت بتأسيس "السايوير بودكاست" الذي لديه الآن آلاف المستمعين من كل أنحاء لعالم. هذا الإنسان هو د. محمد قاسم.    

  عندما كنت طبيباً باطنياً (قبل تخصصي في أمراض القلب)، قابلتُ رجلاً رزيناً متواضعاً في منتصف العمر في العيادة الخارجية للمستشفى. كان متابعاً لأحد أقاربه المرضى. أجريتُ لقريبه اللازم من إجراء الفحوصات و صرف العلاج المطلوب. تابعتُ معه حالة قريبه على مدى الأشهر التالية. كان هذا الرجل دائم الإبتسامة مهما كانت ظروفه صعبة. لحيته البيضاء الخفيفة كانت تخبيء نضالاً قديماً لم أعرفه آنذاك. 

  كنت أتصفح إحدى الجرائد في نهاية الأسبوع. و إذا بي رأيت مقابلة طويلة لأديب كويتي معروف بحملته لتشجيع حب القراءة لدى الأطفال. هذا الأديب له مساهماته أيضاً في السوق ، خصوصاً في مجال القصة القصيرة. اتصلت به فور قراءتي للمقابلة. سألته "لمَ لم تقل لي أنك أديب معروف؟". قال لي " أنت رأيتني على حقيقتي و هذا كافي". هذا الشخص هو الأديب الكويتي وليد المسلم.  



  الإنترنت تحوي سيرة العظماء من كل زمان و مكان. الويكيبيديا بالذات مليئة بقصصهم. و لكنني في هذا المقال اكتفيت بالتعريف عن بعض هؤلاء العظماء من بلدي. حصل لي شرف التعرف عليهم شخصياً. معرفتهم مكسب لي لأنهم غيروا حياتي مثلما غيروا حياة الناس. الفرق بيني و بين الغير ، أنني أقول بكل فخر "إي أعرفه. فلان صاحبي". البعض يساهم في إبراز إسم الكويت في سجل الإنسانية. لكن العظيم منهم يبرز إسم البلد أكثر من غيره.

الاثنين، 2 ديسمبر 2013

انت غلطان

  بيئة عملي تتطلب التعرض للأشعة السينية (أشعة إكس) معظم الوقت. لذلك يستوجب علي ارتداء سترة واقية مبطّنة بالرصاص. هذا بالإضافة إلى استخدام نظارة طبية خاصة تحمي العيون من الإشعاع. في مقر عملي حالياً طلبت مني رئيسة الممرضات قياسات نظري كي يتسنى لهم تفصيل نظارة طبية خاصة لي. طلبوا مني فحصاً لما يسمّى بالبعد بين البؤبؤين (pupillary distance - PD).  

  ذهبتُ إلى محل للنظارات و طلبتُ من أخصائي البصريات إجراء هذا الفحص لي. قال لي أخصائي البصريات في المحل غاضباً "ممنوع بحكم القانون هنا في إقليم كيبيك قياس البعد بين البؤبؤين ، لذلك أطلب منك بأدب الرحيل". تفاجأت من ردة فعله غير المتوقعة والمبالغ فيها. فأنا لم أطلب منه تعليمي كيفية بناء ترسانة نووية مثلاً. كل ما طلبته كان قياس بسيط للعين و ذلك لمصلحة عملي بصفتي طبيب يتعرض للإشعاع يومياً.

  لأنني لا أفهم في علم البصريات ، بحثت في محرك "غوغل" عن ما قاله لي أخصائي البصريات "أبو العرّيف".  اكتشفت خلال دقائق بأن الفحص المطلوب يستغرق من الوقت عشر ثوان فقط. و لا يوجد أي قانون في اقليم كيبيك (بل و في العالم كله) يمنع هذا الفحص. منتديات أخصائيي العيون فضحتهم. وضّحت بصريح العبارة أن الزبائن يجرون هذا الفحص عندهم في محلات النظارات مجاناً و بنتائجه يطلبون نظاراتهم من مواقع الإنترنت لأنها أرخص بكثير. لذلك فرضت بعض المحلات رسوم مقابل إجراء هذا الفحص الذي كان في السابق مجاناً. محلات أخرى تشترط على الزبون شراء النظارات من المحل في حال طلب الفحص. 

القصد من هذه القصة القصيرة
  للأسف حتى يومنا هذا ، الكثير من أصحاب الخبرة و القرار يظنون بأنهم إذا أدلوا بتصريح أو أصدروا قرار ، فلن يكون هناك من يبحث في صحة تصريحاتهم و قراراتهم. طبعاً في الدول القمعية و الأنظمة الاستبدادية على كل المستويات هذا الأمر صحيح و مقبول. لأن "اللي في أمه خير" يعارض "صاحب القرار". هنا يأتي معنى "أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر". 


مقطع من مسرحية سيف العرب

  أما في دول المؤسسات و الأنظمة الديمقراطية ، المسئول محاسَب و مفضوح على كل كلمة غبية أو تصريح متخلف أو قرار جائر و متعسّف. في عصر التقنية المتسارعة و الانترنت ، المعلومات متوفرة للجميع و بكبسة زر. و اليوتيوب يصيد زلّة كل لسان. لذلك المسئول المستبد مفضوح للجميع. يا ما شاهدنا القنوات الأمريكية وهي تسخر من الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الإبن الذي كان يفتقر للفصاحة و قوة الإرتجال في تصريحاته.  

في الأوساط العلمية ، اذا استخلص العالِم نتائجه النهائية لبحثه العلمي ، أمطروه زملاؤه بالأسئلة و النقاشات التي تضرب صميم بحثه من الأساس (Peer Review). لذلك العالِم عليه مراجعة طرق بحثه و نتائجه عدة مرات قبل عرضها للعامة ليحفظ على الأقل ماء وجهه. بينما بعض علمائنا "الفطاحل" يطلقون صواريخهم  إحم ، عفواً ، يطلقون تصريحاتهم ، و يظنون بأن أحداً لن يحاسبهم. الانترنت ليست فقط منبعاً للمعلومات المجانية ، و إنما أصبحت أيضاً متنفساً لهؤلاء للأحرار المتهكمين الساخرين الذين كانت أفواههم مكممة قبل بزوغ شمس الانترنت. يستطيعون السخرية من العلماء المتسلطون تحت أسماء مستعارة و هويات وهمية.   

  باللغة الانجليزية كلمة "Authority" تعني "سُلطة" ، و تعني أيضاً "خبير" أو "عالم". ربما أصل التسمية المشتركة هي أن العالِم و السلطة لهما عامل مشترك: الناس تستمع لرأيهم و تمتثل لأوامرهم دون نقاش. سلوك الناس هذا هو جزء من سياسة "القطيع". فالجماعة بطبيعة الحال تشعر بالأمن و الأمان إذا إتبعت الشخص الفاهم. أصدقائي في المسائل الفقهية يقولون "حطها في رأس العالم و تعال سالم" (المقصود بالعالم هنا هو عالم الدين).  

رسالتي لكل "خبير" متجبّر 
١. إذا ظهرتَ  طال عمرك للملأ بهيبتك الإعلامية الجبارة و ألقابك المهنية الرنانة (دكتور / بروفيسور / عقيد / الطفل المعجزة...الخ) و أدليتَ بتصريحاتك النارية. هل تعتقد فعلاً  بأن أحداً لن يبحث في صحة كلامك أو عن مصداقية شهاداتك الدراسية أو خبرتك العلمية و العملية في مجالك؟

٢. عصر "الجدل من منطلق السلطة" (Argument from authority) راح و ولّى إلى غير رجعة.

٣. عبارة "نفّذ أوامري دون أن تقلدني" (Do as I say, not do as I do) ليس لها معنى في عصرنا الحالي.
"القدوة" يفعل و الناس تقلده. شئتَ أم أبيت.

و حتى إذا قرارات هذا المسئول المتجبر تنفّذَت. 
فهو حتماً سينقش اسمه في التاريخ ، مخلداً نفسه بقراراته الغبية غير المدروسة.