الجمعة، 8 يونيو 2018

أسطورة السيارة تسلا


 عندما كنت أتدرب في برنامج القسطرة القلبية في مونتريال ، كان أحد أساتذتي يعشق التقنيات الإبداعية المبهرة (بالكويتي: الفناتق). إبتاع لنفسه سيارة "تسلا" من باب تدليع الذات على حد تعبيره. تسلا...المركبة المستقبلية المعجزة. تعمل على الطاقة الكهربائية ١٠٠٪. 

سيارة تسلا قيد الشحن في أحد شوارع باريس

شركة تسلا أسّسها رائد الأعمال المشهور "إيلون مَسْك". رؤيته تقليل الإعتماد على النفط ، مع خطة منهجية للإستغناء عنه بالكامل في المستقبل القريب. طبعاً أي عاشق للتكنولوجيا و البيئة سيفرح بهذه السيارة. شكلها الإنسيابي. سرعتها الفائقة. ناهيك عن محطات الوقود الكهربائية الخاصة بها و المنتشرة في مواقع عديدة في أوروبا و أمريكا و كندا. تولّد هذه المحطات الكهرباء من لوحات الطاقة الشمسية على سطوحها. الشركة الأم متعهدة بتزويد سيارات تسلا بالطاقة الكهربائية المجانية مدى الحياة. شيء جميل. أليس كذلك؟ 

و لكن. بعيداً عن هذه البهرجة الإعلامية. لنفحص قصة سيارة تسلا تحت المجهر العلمي:

١من الداخل و الخارج ، جزء كبير ممن مكوّنات تسلا (عجلات ، طبلون ....الخ) أصلها من مشتقات البترول. حتى بعض مكونات ألواح الطاقة الشمسية مصنوعة من مشتقات البترول.

٢. سيارات تسلا تعمل على بطاريات مصنوعة من الليثيوم. العنصر الذي يستخرَج من باطن الأرض بالحفّارات و البلدوزرات التي تعمل على الديزل الذي هو من مشتقات البترول. 

٣خمس و ثمانين بالمائة من من الطاقة الكهربائية المستخدَمة في كل دول العالم مصدرها مولدات كهربائية تعمل على الوقود العضوي المشتق من البترول و الغاز الطبيعي. بينما الكهرباء المولّدة من مصادر أخرى تساهم فقط ب ١٥٪ الباقية من الإستهلاك الكهربائي. 

٤سيارات تسلا المتوفرة في السوق حالياً أسعارها غالية نار للمستهلكين من ذوي الدخل المحدود و المتوسط. حتى في الدول غير النفطية ، لا يعوض غلاء البنزين عن سعر السيارة المبالَغ فيه. فما بالك في دول الخليج العربية التي فيها سعر لتر البنزين أصلاً ليس باهظاً؟ في ظل التقنية الحالية ، تبقى وسائل المواصلات التي تعمل على الوقود العضوي هي المعيار الذهبي.

القصد
لا تصدق نجاح أي تقنية غربية تسمع عنها قبل إختبارها و وضعها على المحك. حتى إذا كانت تقنية حقاً ناجحة و ثورية. قبل أن تنبهر بها ، فكّر فيما إذا كانت تناسب ظروفنا و إحتياجاتنا و سير عملنا و إمكانياتنا المادية. التسلا ربما وجودها مفيد في الغرب. لكنها في الوقت الحالي لا تناسب إحتياجات السوق الخليجي. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق