السبت، 21 مارس 2015

غباء الأمريكان

العديد من المقاطع الكوميدية في موقع اليوتيوب تعرض الغباء الأمريكي.  

بعض الأمريكان ...
لا يعلمون عدد الحروب العالمية. 
لا يعرفون من هي ملكة بريطانيا.
بعضهم من يظن أن أفلام "حرب النجوم" مبنية على قصة واقعية.
منهم من لا يعرف من هو رئيس أمريكا الحالي.  

لكن لدي وجهة نظر لتفسير هذا "الغباء" المزعوم. 

النقطة الأولى
تستغرب أن الأمة التي طار منها أول إنسان (الأخوين رايت - ١٩٠٣) و منها نزل أول إنسان على سطح القمر (نيل آرمسترونغ - ١٩٦٩) فيها ناس بهذا الغباء. لكن أمريكا دولة ضخمة بالسكان مترامية الأطراف. التعليم فيها ليس مركزياً بالمرة. كل ولاية لها مناهجها الدراسية المستقلة. و كل مدرسة لها أجندتها التدريسية الخاصة بها. حتى بعض الولايات تسمح بضرب الطلاب بالعصا إلى يومنا هذا. البعض  يفضل الدراسة المنزلية. لذلك ليس كل من يدرس في أمريكا بالضرورة عبقرياً.  
الأخوان رايت - نورث كارولينا - ١٩٠٣
نيل أرمسترونغ - القمر - ١٩٦٩

النقطة الثانية
تركيز الإنسان محدود. و ذاكرته محدودة. مهما كان ذكياً أو فطناً.
لذلك طاقته تنصب في الأمور المصيرية التي تهدد حياته و أمنه و إستقراره. أي أمور أخرى غير ذلك تبقى تافهة. 

فالمرأة التي لا تفهم في الهواتف النقالة و الكمبيوتر تتحول إلى "هاكر" (Hacker) إذا أحسّت أن لدى زوجها علاقات مشبوهة عبر الانترنت. و إذا كان وزنها زائداً و بشرتها متجعدة بسبب تربية الأطفال و أعمال المنزل ، تحوّلَت إلى لاعبة أوليمبية على جهاز الركض يومياً و ضوّرت نفسها جوعاً بالحمية الغذائية القاسية ، و وضعَت نفسها تحت مشرط جراحين التجميل ، إذا شكّت أن زوجها سيتزوج عليها. 

و المحاسب العربي الذي يتظاهر بالجهل والغباء أمام رئيسه كي لا يزيد عبء العمل عليه ، ينتبه بكل جوارحه آخر الشهر بعد نزول الراتب في رصيده  و يسأل "إزاي راتبي نقص ٩٣٥ فلس؟".

يعيش سكان الغرب نعمة يجهلها  العالم الثالث: الإستقرار. العمل في الدول الغربية قائم على المؤسسات. فيها الإدارة أياً كانت ، تبقى كما هي. حتى لو تغيّر مديرها. 

حياة المواطن الأمريكي المتوسط البسيط هادئة رتيبة مستقرة سياسياً. جاره الشمالي كندا. و جاره الجنوبي المكسيك. و محيطَين واسعَين شرقاً و غرباً. لذلك الأمريكي مرتاح البال. جغرافياً مبتعد عن المناطق المشحونة بالحروب و الأزمات. لذلك لا يهمه من هو رئيس أمريكا الحالي. و لا موقع أستراليا على الخريطة. يريد أن يعيش حياته كما يحلو له. يخلص معاملاته الرسمية بالبريد أو عبر الانترنت (أون لاين).

بينما المواطن العربي مشرئبة عنقه. يتابع الأخبار و السياسة عن كثب. لأن كل الإدارات العربية تتغير بتغيّر من يديرها. مثل تاجر البورصة الذي يتابع حركة الأسهم أولاً بأول اذا كانت كل أمواله مستثمرة في السوق.

يدرّس المواطن العربي أبناءه التاريخ بكل تفاصيله و جغرافيته و كل "نظريات المؤامرة" التي حيكت ضد أمته. إتفاقية سايكس بيكو و معاهدة سان ريمو ، وعد بلفور ، حروب ٤٨ و ٦٥ و ٦٧ و ٧٣. لا ننسى أن  شرحه للتاريخ العربي إنتقائي طبعاً. فالشرح المفصّل يبقى من نصيب أي موضوع له علاقة بإسرائيل. بينما يمر مرور الكرام على المآسي العربية الأخرى.  شاهد فيديو كليب أغنية الحلم العربي. هل ذُكِرَ الغزو العراقي للكويت فيه؟ 

لذلك أتساءل: إذا سخرنا نحن من هذا "الغباء" الأمريكي. النكتة في النهاية علينا أم عليهم؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق