الأحد، 15 سبتمبر 2013

إحنا أحسن ناس !

"أبو سعد" مهاجر عربي اتخذ كندا موطناً جديداً له. كل همّه فتح محل فلافل صغير يعيش منه.

عندما وصل الى كندا ، بحث في الجرائد عن سكن له. حصل على شقة صغيرة في عمارة سكنية قديمة متواضعة. تفاجأ أبو سعد بطيبة جيرانه الذين استقبلوه بحفاوة عفوية. كل جار منهم رحب به شخصياً و قدم له طبقاً أو هدية رمزية. تتميّز العمارة السكنية التي اختارها أبوسعد بموقعها الجغرافي ، ذلك لأنها تقع بين جامعة عريقة و مستشفى ضخم. لذلك أغلب سكان العمارة يعملون في أحد هاذين المرفقين لأسباب واضحة.
و هناك يطرح السؤال نفسه: من هم جيران أبوسعد؟ 
الفيزيائي "غوتنبرغ" الألماني الأصل ، الذي يعمل حالياً على تطوير وقود ذري آمن لإستخدامه في تقنية صواريخ الفضاء في متن محطة الفضاء الدولية.

البروفيسور "يوري" الروسي الأصل المتخصص في الديناميكا الحرارية. يبحث حالياً في مجال تطوير الطاقات البديلة المتجددة (مثل الشمس/الرياح/شلالات الماء) لتستبدل النفط في المستقبل القريب. 

العبقري "هيمانتا" الهندي الأصل ، نابغة زمانه في الرياضيات البحتة. يعمل أستاذاً في قسم الرياضيات في الجامعة المجاورة للعمارة. هيمانتا أبهر الجميع في قدرته على حل أصعب المعادلات الرياضية.

الدكتورة "هانو" الكورية الأصل. طبيبة متدربة في تخصص أمراض النساء والولادة في سنتها الأخيرة ، لتصبح بعد هذه السنة استشارية في تخصصها.  

الدكتور"بلونغو" النيجيري الأصل ، الطبيب النابغة الذي كرس حياته في أبحاث علاج السرطان.

هؤلاء الجيران ، بالرغم من شهاداتهم و خبراتهم ، إلا أنهم متواضعون الى أبعد الحدود. كل منهم لديه شغف لا ينتهي في عمله الإنساني. همّهم في هذه الحياة تحقيق أهدافهم ، و لا ضير في الفوز بجائزة نوبل في إختصاصهم في مرحلةٍ ما ،  لتتخلد أسماؤهم في التاريخ.
بينما معلم الفلافل أبوسعد ، أنفه عالي في السماء. ينظر اليهم نظرة دونية مليئة بالإحتقار مع قليل من الشفقة. لا يلبي دعواتهم المتكررة بالعشاء معه. يتفاداهم في الممرات و يحاول قدر الإمكان أن لا يرد عليهم التحية. سلوك أبو سعد لديه تبريراته ، ذلك لأنه أفضل منهم جميعاً.

لماذا هو أفضل منهم؟ الإجابة موجودة في أعماق العقل الباطن لحضرة جناب صاحبنا. 

هذا ما يحويه عقل أبو سعد...
من هؤلاء و من يظنوا أنفسهم ليحاولوا مصادقتي و التعرف علي؟
هؤلاء ناس لا أصل لهم ولا فصل. كل هؤلاء من الدرجة الثانية لأنهم ليسوا عرَباً.
هؤلاء لا يعرفون حتى آباؤهم. بينما شجرة عائلتي أعرفها و أتتبع أصولي العربية فيها منذ ثلاثين جيل !

أنا عربي أصيل و مسلم تقي ورع. مملكة أجدادي جاورَت حدودها الصين شرقاً و فرنسا غرباً.

بصمة أسلافي الحضارية كانت أصول علومهم. تقدّمهم التقني الحالي كان بسببنا. 

أنا أفضل عند الله من هذا الألماني الأشقر "غوتنبرغ" ،  إسمه ربما يوحي بأصله اليهودي. للأسف قتل ستة ملايين يهودي في المحرقة (الهولوكوست) لم يكن كافياً. كان على "هتلر" إتمام المهمة و إبادتهم جميعاً و محوهم من على وجه الأرض ليريحنا من هؤلاء أحفاد القردة والخنازير. 


أنا أؤمن بالله ، بعكس الشيوعي الملحد "يوري" ، تلميذ لينين و ستالين و ماركس.


أما عن الهندي "هيمانتا" ، فأنا لا أقول إلا حسبي الله على زمن أصبح فيه خدمنا الهنود أساتذة. 


و بالنسبة لتلك الطبيبة الكورية. أليس من الأفضل (والأولى) لها أن تترك ما هي منغمسة فيه حالياً لتتزوج و تنجب البنين و البنات؟ المرأة مملكتها البيت فقط. 


و هذا النيجيري "العبد" أبو الأبحاث والفهامة ، الله يرحم أيام زمان في بلدي عندما كانت ديّته خمسين ديناراً فقط لا غير ! 


معك حق يا أباسعد. 
فأنت أفضل منهم كلهم مجتمعين.
بل أنت سيدهم و تاج راسهم.
فإذا أتتك المنيّة ، فاعلم أن العالم سيفتقد أهم شيء قدمته أنت للبشرية : الفلافل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق