الأحد، 9 يونيو 2013

كيف تسافر من الكويت الى الرياض والعودة بالسيارة؟

للذين يسافرون  من و إلى الكويت نهاية كل اسبوع ، السفر الطويل بالسيارة على الخط الاعتيادي (الخفجي - بوحدرية - الدمام - الرياض) يستغرق في المتوسط ثمان ساعات. طبعا السفر بشكل دوري بالسيارة متعب جدا. بديل آخر للسفر هو الطائرة. 

السفر بالطائرة له نقاط ضعف ، أهمها:
- التكلفة التراكمية : ١٠٠ دينار نهاية كل أسبوع معناها بالمتوسط ٣٠٠ - ٤٠٠ دينار شهرياً
- جدول الاقلاع و الوصول (طيران الجزيرة - الخطوط الكويتية - الخطوط السعودية) ربما لا يتناسب مع جدول الدوام اليومي في بعض مستشفيات الرياض.
  
لذلك ، السفر بالسيارة عبر طريق مختصر (طريق الرماح) الذي يستغرق بالمتوسط ٦ ساعات ، ربما يعتبر للبعض الحل الأفضل والأوفر. خط الرماح في تطوير و تعديل مستمر من ناحية بناء محطات الوقود و تشييد الجسور و الطرق المختصرة. أكبر خطر في هذا الخط هو العبور الحر للجمال (لا توجد أسوار) و تراكم الكثبان الرملية على الشارع وقت العواصف الترابية.
الجمال على خط الرماح

لافتة عند محطة الخنيني بعد دخول منطقة الخفجي

خط الرماح بالصور
عندما تخرج من الرياض على خط الدمام ، ستصل الى لفة يمنى عند لافتة "الرماح".


خط الدمام





تنطلق بعدها تجاه محافظة الرماح



في محافظة الرماح ، تصل الى البيت الأحمر


عند الانعطاف لجهة اليمين ، ستدخل في شارع طويل على جانبيه أسواق




دوار المبخر في نهاية قرية الرماح

محطة الصمان

عادة التزود بالوقود يتم في هذه المحطة.
من حسن الحظ ، محطات جديدة تبنى على هذا الخط بشكل ملحوظ.

على يمينك لافتة لقرية شوية
بعد الانطلاق من محطة الصمان ، اتجه نحو "الرفيعة". في الطريق ستصادف لافتة على اليمين لقرية "شوية".




في محطة مثلث الرفيعة تزود بالوقود و منها انطلق تجاه قرية العليا.


هذه اللافتة عند محطة مثلث الرفيعة

على مشارف نهاية قرية العليا


هذا جسر جديد يختصر الطريق الى الخفجي عن طريق السفانية


ستصل الى مفترق طرق ، انعطف جهة اليمين و منها تصل الى محطة الخنيني. ستعرف اتجاه الخفجي من هناك.
عندما تنطلق من الكويت الى الرياض ، انعطف يميناً عند هذه المحطة.


السبت، 8 يونيو 2013

متلازمة البورد الكندي

ظهرت في الأوساط الطبية في دول الخليج العربية في السنوات القليلة الماضية "حالة مرضية" معروفة بمتلازمة البورد الكندي (The Canadian Board Syndrome). ظهرت في البداية لأسباب فكاهية بحتة للسخرية من "بعض" الأطباء الخليجيين (وليس الكل) الذين أتموا دراساتهم العليا في كندا و رجعوا إلى أوطانهم ليرشوا الملح على جروح الخدمات الصحية بدلاً من تضميدها. ذلك لأن عزتهم أخذتهم بالإثم و صدّقوا عقدة الخواجة و حسبوا أنفسهم آلهة على غيرهم من الأطباء. أول من وضع شرح "متلازمة البورد الكندي" على الورق بالتفصيل في إطار كوميدي كان د. جراح الطبيّخ.

متلازمة البورد الكندي ربما تتلخص بالعلامات / الأعراض التالية:
- غرور و تكبّر ليس له مثيل. مع نظرة دونية للزملاء الذين لم يحالفهم الحظ في الذهاب الى كندا.

- تشدّق باللغة الانجليزية و باللكنة الأمريكية خصوصاً.

- أي محادثة تبدأ بعبارة "عندما كنت في كندا".

- عدم الالتزام بساعات العمل في المستشفى كما يجب ، مع التفرغ الكامل للقطاع الخاص.

- الحرص على عدم ارتداء المعطف الأبيض (البالطو الأيض) ، ذلك لأن "الاستشاري" يرتدي بدلة رسمية دون معطف.

- شغل أكبر عدد ممكن من المناصب في نفس الوقت.
مثلاً: رئيس وحدة + رئيس بورد + عضو الهيئة التدريسية بالجامعة. مع "صف" قائمة الشهادات الدراسية و الألقاب تحت اسم الطبيب في الختم (البورد الأمريكي و الكندي. الزمالة الأمريكية و الكندية في التخصصات العامة و الدقيقة و دقيقة-الدقيقة). ذلك لأن كل منصب لديه البدلات المالية الخاصة به. 

- إقناع الغير بأن المهارات الطبية التي اكتسبوها في الخارج (جراحة/مناظير/سونار/قسطرة ..الخ) ليست صعبة ، و إنما مستحيلة. لا يتعلم هذه المهارات غير العباقرة مثلهم فقط. 

- نصيحة للأطباء الصغار بإكمال دراستهم في كندا. حتى لو كان قائل النصيحة هو رئيس البورد المحلّي في تخصصه. 

- كره التدريس بكل أنواعه و على كل المستويات. بالرغم من ذلك يكافح للحصول على منصب أكاديمي في الجامعة و يطالب ببدل التدريس من وزارة الصحة!


من واقع خبرتي المتواضعة خلال السنوات العشر الماضية ، متلازمة البورد الكندي ، أو "كاناديان بورد سيندروم" ، تسمية خاطئة (misnomer).

لا علاقة لهذه التسمية بأمريكا الشمالية أو الغرب بشكل عام و ذلك للأسباب التالية:
١. كثير من الأطباء الذين "يعانون" من هذه الحالة ، لديهم أعراض الحالة وعلاماتها أساساً حتى قبل سفرهم إلى كندا.

بل و منهم من لم يعبر المحيط الأطلسي في حياته. أعراض المتلازمة لديهم كانت واضحة منذ أيام دراستهم في كليّة الطب.  

٢. "المتلازمة" بحد ذاتها ما هي إلا انعكاس لعقدة نقص بشكل عام و عقدة الأجنبي (عقدة الخواجة) بشكل خاص.
متأصلة في شخصية الطبيب. هناك أطباء عرب تدرّبوا في الغرب و تخلّدت أسماؤهم و إنجازاتهم تاريخياً و على مستوى عالمي و هم على أرض الواقع في قمة التواضع و دماثة الخلق.  

٣. أعراض متلازمة البورد الكندي ما هي إلا صفات شرقية قديمة لا علاقة لها بالغرب. فالعرب بالذات معروفين أكثر من غيرهم بحبّهم الأزلي للتفاخر بالأنساب و الأصل و المال و القوة و النفوذ و المناصب. حب التفاخر "بالمؤهلات الدراسية" لا يختلف في هذا السياق. مثلما يقول المثل "اللي عمره ما تبخّر ، تبخّر و إحترق". 

٤. نظرية دوننغ-كروغر (Dunning–Kruger effect): تنص هذه النظرية على أن الأفراد ذوي المهارات المتوسطة عادةً ما يبالغون في تقدير أنفسهم و مهاراتهم. كل فرد يظن نفسه أذكى و أفضل و أمهر مما هو عليه في الواقع. 

الذي يتخرج من دول الغرب يعتبر نفسه أبرز من غيره. ناسياً اننا في عصر الانترنت ، حيث الواحد منا يتسطيع تأكيد أي معلومة يسمعها خلال ثوانٍ من غوغل. 

٥. النسبة و التناسب.
مما لا شك فيه أن النجاح و التفوق مسألة نسبية. الخدعة في الموضوع أن القليل يعي هذه المسألة. فالشخص الذي يبلغ طوله ١٥٠ سنتيمتر و يعيش في قرية أقزام ، يرى نفسه "عملاقاً" بينهم و لكنه في الواقع ليس كذلك. نفس المبدأ في أسرة كل أبناؤها فاشلون في الدراسة ، ما عدا واحداً فقط منهم استطاع أن يدخل الجامعة ، ليرى نفسه "إلهاً" بين إخوته. 

نظام الخدمة الصحية في الكويت سيء ومتعثر لأسباب كثيرة. لذلك الطبيب المتدرب في كندا يرى نفسه وكأن على رأسه "ريشة" مقارنة بهؤلاء المتدربين محلياً. حتى لو كان هذا المتدرب من كندا من أغبى مخلوقات الله. 

٦. حان وقت قطف الثمار.
دراسة الطب طويلة و مضنية ، كلها كفاح و سهر (للدراسة أو لعلاج المرضى على حد سواء) و ربحها المادي على المدى البعيد غير مجزي مقارنة بمجالات أخرى مثل "الفن" و البورصة و تجارة العقارات و غيرها. 
دراسة الطب سبع سنوات. تليها سنة الامتياز. بعد ذلك ست إلى سبع سنوات في كندا. المجموع بالمتوسط ١٥ سنة دراسة. هذا اذا لم يتعطل الطبيب و لم يرسب أو يتأخر خلال هذا المشوار. لذلك عند رجوعه من كندا يحرص على حصد أكبر كمية من الأموال في أقصر فترة و أقل مجهود. 
   
الخلاصة.
١. مثلما يقال في البحث العلمي: التصادف لا يعني السببية (Correlation is not causation).
فالطبيب المغرور المتعالي المتخرج من كندا ، نفسه المريضة ليس لها علاقة بالغرب

٢. القاعدة العامة تشير الى أن العلاقة بين العلم و الغرور علاقة عكسية.
بمعنى أن الغرور يضمحل كلما زاد العلم ، و التكبر يقل كلما زادت الخبرة.  
قال تشارلز داروين "الجهل يزيد الثقة بالنفس". 
و قال شيكسبير "الغبي يرى نفسه حكيماً. بينما الحكيم يرى نفسه غبياً". 

في الختام أتذكر الذي قاله لي أحد زملائي الاستشاريين الكنديين بخصوص هذه المتلازمة: نحن ندربهم. نحن لا نربّيهم! 

السبت، 1 يونيو 2013

أنت تصنع التاريخ، شئتَ أم أبَيت.

صنّاع التاريخ لديهم طموح لا مثيل له. و إرادة و ظروف ملائمة تجعل الفرد منهم محطّماً للرقم القياسي في رياضةٍ ما ، أو مؤسساً للدستور و الديمقراطية في بلاده ، أو فائزاً بجائزة نوبل ، أو مخترعاً لجهاز يغير حياة البشرية الى الأفضل ، أو مطوّراً لدواء يتقذ به حياة الملايين. 

الأغلبية الساحقة من الناس تعتقد بأن "صناعة التاريخ" تنحصر فقط في القادة من أهل الدين والسياسة والعلم والرياضة ومن سار على نهجهم. لكن أرض الواقع تفرض حقائق أخرى. في رأيي المتواضع ، كل إنسان على وجه هذا الكوكب يصنع التاريخ يومياً وهو لا يدري، شاء أم أبى.

صناعة التاريخ أقصد بها "الذكرى" التي يتركها المرء وراءه في عقول و قلوب الغير. هذه الذكرى تتخلّد شفهياً أو تحريرياً. سواء في نفس الزمان التي ظهرت فيه أو في أي زمن آخر. محتوى هذه "الذكرى" من قول أو فعل أو إنجاز يتخلّد بغض النظر عن جودة محتواها. 

ما لا يعلمه الكثير عن صناعة التاريخ أنها مهمة يشارك فيها الجميع. 
فالموظف الذي يطوّر في تخصصه إلى الأفضل بإتكاراته و إبداعاته يصنع التاريخ. 
و المعلّم الذي يبسّط المادة العلمية لتلاميذه و يجعلها سلسة و ممتعة لهم يصنع التاريخ. 
و الطبيب الذي يراعي مرضاه كأنهم من أهله و يشد من أزرهم في مكافحة مرضهم يصنع التاريخ. 
و الأم التي تربّي أبناءها لتجعل منهم جيلاً يفتخر بهم الوطن (و ربما العالم) تصنع التاريخ. 
و الزبون الدائم الذي يبتسم للنادل في المقهى يومياً يصنع التاريخ. 
والطالب المتفوق الذي يساعد زملائه قدر الأمكان لينجحوا ، يصنع التاريخ. 

وللأسف صناعة التاريخ هذه لديها جانبها المظلم (والمخيف أيضاً). 
فالمدرّس الذي يضرب تلاميذه فقط ليشبع ميوله السادية يصنع التاريخ. 
والمسئول الذي يفصّل عمله ليناسب راحته (وراحة المحسوبين عليه) ويستجيب لأي شكوى بعبارة "مش حأقدر أفيدك"، يصنع التاريخ. 
و الطالب المتفوق الذي يخفي أسرار تفوقه عن زملائه يصنع التاريخ. 
و الطبيب المتكبّر الذي يرى نفسه أرقى من كل الناس فقط لأنه طبيب ، يصنع التاريخ. 
و الذي يصرخ في فترة الأزمات "أنا و بعدي الطوفان" ،  بعد انتهاء هذه الأزمات ، يصنع التاريخ. 
و الزوج الذي يعامل زوجته أو أبناءه كأنهم دون البشر ، يصنع التاريخ. 

لذلك ، صناعة التاريخ ليست فقط مسئولية يتحملها الجميع ، و أنما هي إلى حد ما ، مخاطرة أيضاً. 

سؤال المليون: ما هو التاريخ الذي ستصنعه؟