السبت، 6 أكتوبر 2012

التواضع ، من زاوية أخرى


"ما شاء الله عليك دكتور بدر ، جداً متواضع"
جملة سمعتها مراراً من الزملاء والمرضى على حد سواء.
أنا لست متواضعاً. أنا انسان واقعي. واقعي مع نفسي قبل أن أكون كذلك مع الغير.
لإيصال وجهة نظري قررت كتابة هذه المدونة المختصرة. 
البعض يظن بأن التواضع نابع من التدين (من تواضع لله رفعه). التدين يعزز التواضع و لا يؤسسه. التواضع في هذا السياق لا يحتاج التدين لتعزيزه ، وهذا الذي لاحظته في علماء الغرب الفطاحل وتواضعهم الرهيب مقارنةً ببعض علماء عصرنا "المسلمين" و غرورهم الذي يوازي الجبال في ضخامته.

ثلاث نقاط بسيطة نحتاجها لنتواضع: مكاننا في الكون ، أهمية الحظ ، و الأمر الواقع.

مكاننا في الكون 

قارن حجمك و و وزنك و عمرك الافتراضي كإنسان بحجم و وزن و عمر الكرة الأرضية. ثم قارن كوكبنا الصغير بكواكب المجموعة الشمسية الأخرى. ثم قارن مجموعتنا الشمسية الضئيلة بمجرتنا "درب التبانة" التي تحوي مليارات النجوم والمجموعات الشمسية. ثم قارن مجرتنا بالكون المترامي الأطراف وملايين المجرات التي تتباعد فيه بسرعات خيالية. إذا ظننتَ بأن هذا الكون ، الذي لا تستطيع عقولنا البدائية استيعاب حجمه المروع ، قد تم خلقه ليدور حولك و يتمحور عليك انت فقط ، ستكون بلا شك هدفاً سهلاً لسخرية الغير منك.

نحن نحاول إطالة أعمارنا بالوعي الصحي و بالتقنيات الطبية الحديثة ، ونجعل لحياتنا قيمة بتخليد ذكرانا قدر المستطاع. لكن في النهاية حياتنا ما هي إلا صراع خاسر و أعمارنا الافتراضية ما هي إلا وميض سريع مقارنة بعمر الكون. نحيا ثم نموت: من التراب الى التراب.  حالنا حال مليارات الكائنات الحية التي عاشت و ماتت و انقرضت على سطح هذا الكوكب الساخن ذو القشرة السطحية التي لاتزال في طور التبريد.

الحظ : العامل المشترك الواحد.

نظريتي عن صفات مثل الغرور و التكبر و الغطرسة بأنها صفات مميزة ، لأنها تشترط بالضرورة على صاحبها أن يكون انساناً ذو انجازات اسطورية ضخمة تركت بصمة مميزة للجنس البشري. فالمغرور أو المتكبر أو المتغطرس أصبح كذلك لماله ، أو ذكائه ، أو قوته ، أو نفوذه ، أو حسبه ، أو جنسيته ، أو لأنه ، بكل بساطة، كذب كذبة و صدقها. كل هذه الظروف لها عامل مشترك واحد ألا وهو "الحظ". والحظ يأتي من نفسه دون أي مجهود يستحق الغرور و التكبر.

الحظ يأتي مع الانسان منذ اللحظة الأولى وهو نطفة ملقحة مزروعة في رحم أمه. لذلك ، و في هذا السيناريو الواقعي -حتى النخاع- ليس للتواضع أي وجود هنا. ذلك لأن الانسان يولد الى هذه الدنيا دون أن يختار والديه أو جنسه أو جنسيته أو دينه أو مذهبه أو حتى جيناته التي ستحدد لون بشرته و قوة نظره و جسده و طباعه و معدل ذكاؤه و حتى أمراضه الوراثية التي ستحدد مستقبله وعمره الافتراضي.  
   
و أهمية الحظ لا تقف هنا فحسب ، فالحظ يلعب دور في الزمان أيضاً. فالذي يولَد في العصر الذهبي في السنين السمان حظه غير حظ الذي يولَد في السنين العجاف و الفترات العصيبة. والأمثلة على أهمية الحظ كثيرة جداً نراها في حياتنا وحياة غيرنا بشكل يومي ، منها الآتي:

"باراك أوباما"ورث قدراته القيادية و الكاريزما التي يتميز بها من أجداد أمه. و لو ولِدَ أوباما في  الولايات المتحدة قبل مائة عام (الزمان) أو في بلد غير الولايات المتحدة (المكان)، لكان من المستحيل أن يكون رئيساً لأقوى دولة في العالم في عصرنا هذا مهما حاول أو كافح. لذلك هو محظوظ.

و ألبرت آينشتاين لو لم يهرب من ألمانيا النازية ، أو لو هرب الى دولة أخرى غير الولايات المتحدة ، لما استفاد العالم من نظرياته التي أسست الفيزياء الحديثة. و جراح القلوب مجدي يعقوب لو لم يحالفه الحظ بهجرته الى بريطانيا لما أصبح أشهر جراح قلب في العالم. و ستيف جوبز لو أخذه أبوه السوري معه الى سوريا لما أسس شركته "أبل" التي لولاها لما طبعت هذا المقال على جهازي الأيباد.

و المواطن الكويتي محظوظ لأنه يعيش في دولة نفطية ريعية ديمقراطية خالية من الضرائب ، توفر التعليم و الرعاية الصحية بالمجان ، فيها للمواطن كرامة. ميزات كهذه يفتقدها الكثير من الناس في دول أخرى. 

و أهمية الحظ لا تقف عند العظماء فحسب. فإلى حد ما ، كلنا محظوظون لأننا نعيش في القرن الواحد و العشرين ، نتمتع الآن بتقنيات لم يحلم بها أجدادنا الأوائل ، تقنيات تابعها أباؤنا في أفلام الخيال العلمي فقط. لذلك اذا وقعتَ في فخ الغرور لجمالك أو ذكائك أو جنسيتك أو...الخ ، فاعلم بأن حظك له دور كبير في تكوينك و ولادتك في الزمان المناسب و المكان المناسب أيضاً ، لذلك ليس هناك ما يستدعي الغرور. لأنك في نهاية المطاف كان حظك الوافر سبب ما أنت عليه الآن.

الأمر الواقع : لا تعش الدور.

في حقبة الثمانينات كان هناك مسلسلاً كويتياً بعنوان "الغرباء" يروي قصة حاكم ظالم مستبد ، كان هذا الحاكم "أعرجاً" و بالرغم من إعاقته ، كان يلقب نفسه "بكامل الأوصاف". من هنا يأتي التناقض المضحك (والمقصود في المسلسل) في طبيعة البشر: عندما يظن الحاكم الأعرج أنه "كامل الأوصاف". أدركتُ لاحقاً بأنه من السهل جداً أن يكذب الانسان و يصدق كذبته. لقب "كامل الأوصاف" كان رسالة واضحة لنا عندما كنا أطفالاً ايصال هذه الفكرة. و لكنني لم أستوعب الدرس آنذاك. في اللهجة الدارجة نقول عن الذي يصدق كذبته بأنه "عايش الدور" أو "عايش الوهم".

أول من عاش الدور كان ابليس ، عندما قال لربه "خلقتني من نار وخلقته من طين".

فالطبيب الذي يتخرج من كلية الطب بعد ١٥ سنة بسبب رسوبه السنوي المتكرر ، يحصل على وظيفة محترمة فقط لأنه محسوب على استشاري في قسمه ، يتضايق إذا ناداه أحد بإسمه فقط دون لقب "دكتور". شخص كهذا عايش الدور.

و البنت ذات الجمال دون المتوسط تفوز في مسابقة ملكات الجمال (لأن والدها رئيس لجنة التحكيم) تسير مختالة رافعة أنفها في السماء ، ترفض كل من يتقدم لخطبتها و لا تذهب الى مجمعات التسوق خوفاً من أن "يتحرش" بها أحد لجمالها الأخّاذ! بنت كهذه تعيش الدور.

والمطربة اللبنانية صباح التي لا تزال ترى نفسها "شحرورة" بينما أطباء التجميل بذلوا ما في وسعهم "لِشَد" بشرتها قدر الامكان لإخفاء تجاعيدها ، لا تزال عايشة الدور.

و محمد علي كلاي الذي كان يقول عن نفسه "أنا الأعظم" (I am the greatest) مرض الشلل الارتعاشي (مرض باركينسون) كان أعظم منه. كلاي عاش الدور آنذاك.

و شاه ايران عاش الدور في جبروته عندما أطلق على نفسه "شاهنشاه" (بالفارسي: ملك الملوك) أين هو الآن؟
و صدام حسين الذي عاش الدور كونه "سيف العرب" و "حامي البوابة الشرقية" ، أين هو الآن؟
و معمر القذافي الذي عاش الدور و أصبح "ملك ملوك أفريقيا" ، أين هو الآن؟

و غيرهم الكثير ممن عاشوا الدور و تناسوا موقعهم في الكون بتأليفهم الكذبة و من ثم تصديقها. 

القصد:
تستطيع أن تكذب على كل الناس ، ولكن لا تكذب على نفسك. كن واقعياً مع نفسك على الأقل.

الخلاصة

تذكر النقاط الثلاث أعلاه كلما أغرتك نفسك للغرور و التكبر على غيرك.

فإذا كنتَ جميلاً أو نابغة أو ممشوق القوام
فأعلم انك لم تحصل على جمالك/ذكائك/قوامك بمجهودك ، انما كنت محظوظاً عندما ورثت الجينات المناسبة من والديك. و اعلم بأن هناك دائماً من هو أفضل منك حتى إذا كنت قمر زمانك ، فجمالك ليس دائماً.

إذا كنت طبيباً ناجحاً على سبيل المثال ، فتذكر انك حتى لو كنت الأول على دفعتك ، كنتَ محظوظاً لحصولك على مقعد في كلية الطب ، ومحظوظاً أكثر لأن هناك من دعمك و ساندك في دراستك المضنية الطويلة. و تذكر عند ارتدائك للمعطف الأبيض كل يوم بأن هناك الكثير من الأمراض التي لا يزال الطب عاجزاً عن تشخيصها أوعلاجها ، و مهما كنتَ نابغة زمانك فهناك من هو أذكى منك (و هناك من يفوقك تواضعاً أيضاً).

الثلاثاء، 6 مارس 2012

كيف تكون طبيباً "ذو "حصانة" في الكويت؟

الطبيب "المحصّن" و "الخارق" هو الطبيب الذي لا يستطيع أحد أياً كان أن يقيله أو يعاقبه أو يحيله للتقاعد أو حتى يخصم من راتبه. حتى لو فقد هذا الطبيب أهليته لممارسة مهنة الطب. وليس ذلك فحسب. بل لديه نفوذ ربما يفوق نفوذ وزير الصحة نفسه. لكي تكون طبيباً خارقاً محصّناً تحتاج لثلاثة شروط رئيسية و شرط رابع ثانوي. الشروط تتلخص في النقاط التالية:

الشرط الأول (أساسي): كن مواطناً.
الشرط الثاني (أساسي): كن من الروّاد الأوائل في تخصصك.
الشرط الثالث (أساسي): شهاداتك العليا يفضّل أن تكون في الغرب. خصوصاً  أمريكا الشمالية.
الشرط الرابع (ثانوي): أن تكون "محسوباً" على شخص مهم للغاية.

الشرط الأول: أن تكون مواطناً.
 لم يكن في الكويت في بداية نهضتها (بعد النفط) من الأطباء الكويتيين سوى النخبة. قلة قليلة جداً من الذين حالفهم الحظ وناسبتهم الظروف في تلك الأيام. الأغلبية الساحقة من الأطباء في البلد كانوا من الوافدين. بعض هؤلاء الوافدين حصلوا على الجنسية الكويتية بعد سنوات طويلة من الخدمة. بينما آخرون لم يرغبوا فيها (أو لم يحالفهم الحظ). هؤلاء الوافدين لم تمنحهم شهاداتهم و خبرتهم أي نفوذ و لم تحمِهم من العقاب و الإقالة والتقاعد الإجباري.

الشرط الثاني: أن تكون من الروّاد الأوائل القُدامى في تخصصك (أو مستشفاك).
قيلَ في التراث الخليجي "من سبق...لبق". مثلاً إذا كنتَ من أوائل الجراحين الكويتيين في البلد ، أو كنتَ أول طبيب قلب كويتي في مستشفاك ، فهذا بحد ذاته يؤهلك لتكون خارقاً. نفوذك ربما يؤهلك  لتوظيف أو طرد أي طبيب وافد في قسمك في أي يوم حسب مزاجك في ذلك اليوم.  الصلاحيات لا تتوقف عند ذلك فحسب. تستطيع أيضاً أن تحارب الدماء الجديدة من الأطباء الكويتيين في مجال تخصصك و تستطيع "طمسهم" و "تكسير مجاديفهم" حتى إذا تفوقوا عليك علمياً.

الشرط الثالث: شهاداتك العليا يفضّل أن تكون في الغرب. خصوصاً  أمريكا الشمالية.
ليس مهماً أن تكون نابغة زمانك أو لديك شغف لعملك أو لديك خبرة طويلة. المهم أن تحصل على شهاداتك العليا من الغرب. ذلك لأن عقدة الأجنبي تلعب دوراً مهماً جداً و "عنزة الفريج تحب التيس الغريب". عبارة "البورد الأمريكي/الكندي" لها وقعها على الأذن. سواء كان صاحب هذا البورد تدرّب في المستشفيات التابعة لجامعة "هارڤارد" أو تخرّج من مستشفى صغير بدائي (١٠٠ سرير فقط) في أرياف ولاية ريفية. فهذا لا يهم طالما أنه متخرج من "أمريكا".  

الشرط الرابع (ثانوي): المحسوبية و النسب.
أن تكون "محسوباً" على شخص مهم للغاية، أو تنحدر من أسرة عريقة أو قبيلة ذات نفوذ. ربما تظن بأن هذا الشرط رئيسي. لكنه ثانوي حسب مشاهداتي الشخصية وخبرتي المتواضعة. لماذا؟ لأن منصبك (و مصيرك) عادةً يرتبط بالشخص الذي انت محسوب عليه و "السيناريوهات" عديدة، للمثال لا الحصر: عندما تكون محسوباً على شخص مهم. فأهميتك تتلاشى في حال إستقالة أو تقاعد أو وفاة هذا الشخص المهم. سيناريو آخر على أرض الواقع، عندما تتخلى عنك قبيلتك أو تتبرأ منك أسرتك و بالتالي نفوذك يتلاشى تلقائياً.

الشروط الأربعة المذكورة أعلاه ماهي إلا مجرد استنتاجات استخلصتها من واقع خبرتي المتواضعة على مر السنين. هذه الشروط ليس لها أي إثبات علمي أو أدلة رسمية. و لكنني شاهدت أنماطاً في  المشاهد التالية:


- طبيب عالمي وافد، لديه خبرة مهنية لأكثر من ٣٠ عام. يتم إجباره على التقاعد أو إبعاده أو تهميشه بالرغم من أنه أكثر نشاطاً من زملائه الذي يصغرونه سناً. لغياب الشرط الأول.

- طبيب كويتي متدرب في أرقى مستشفيات أمريكا، يرجع البلد و يعمل لعدة أشهر. بعدها يستقيل ويرجع لمستشفاه في أمريكا (أو يتفرغ للقطاع الخاص في الكويت) لغياب الشرط الثاني.

- طبيب كويتي من القدامى الأوائل في تخصصه. كان يذهب الى المستشفى ليمارس مهنته كطبيب عندما كان رؤساؤه يذهبون الى الروضة محمولين بالحفاظات ! وبالرغم من ذلك فهو يفتقر للنفوذ و تم إجباره على التقاعد أو الإستقالة على يد أطباء أصغر منه سناً. بسبب غياب الشرط الثالث.

لم أجد تفسيراً لهذه المشاهد المؤلمة والمؤسفة سوى هذه الشروط الأربعة. ربما مستشفيات دول الخليج العربية الأخرى لها نفس الشروط ، والله أعلَم.

الأربعاء، 29 فبراير 2012

Third World Cardiology

In the third world....any ambitious cardiologist would "kill" to get a post at a training program in a decent hospital in the western world (esp. the US & Canada). In the oil-rich third world countries, on the other hand, some "powerful" cardiologists have managed to gather enough resources and pull extra strings to "build" their own cardiology training programs in their own countries, with the hope of gaining"recognition" of their western counterparts someday. 

Having said that, despite of such a marvellous achievement, 3rd world consultants overlooked an important pre-requisite to making a competent & reliable cardiologist, which is: detoxifying their own trainees by dropping the bad habits of 3rd world cardiology.

I totally understand that some doctors will "jump the gun" and become extremely defensive before even hearing me out till the end. There's no doubt that third world doctors are as smart as their peers in the western world, but they have a few habits that are the cause of their lagging behind the west. In oil-rich countries, money is never an issue, i.e. buying a new MRI machine or building a a new clinic/ speciality center is as easy as signing the cheque book. 


Yet there's an important missing component in the third world that is always overlooked: Man PowerBottom line is that regardless of the fancy hospitals' architectural design, or how sophisticated/expensive your diagnostic "arsenal" is, your hospital would be worthless if your doctors were lazy, unmotivated, or flat out incompetent

The following is a brief account on what you should do to become a third world cardiologist. You will know from my sarcastic (yet realistic) remarks what makes our practice inferior to "real" cardiology. 

Clinical "bedside" cardiology
1. Passion is overrated.
That's the bottom line. As far as you're concerned: No Job, No Cheque. Waking up at 6:00 AM to go to work is meaningless. Going an extra mile, under any circumstances is non-sense. Because at the end, everybody gets the same salary. Sometimes even the lazier doctor gets all the bonuses and promotions!

 
2. Blame the patient for being sick. 
Because it's always the patients fault. Make sure you instill a sense of guilt while communicating with your patients, e.g. tell your patient that his MI was due to his lifelong history of heavy smoking & he should have seen it coming.

3. Professional clothing (dress code)  is not important and does not count. Exception to this rule is in private practice, where the doctor would wear a tuxedo if he has to!

4. Always take shortcuts. 
Elaborating and digging into detail during history taking, physical examination, or file review/data interpretation, is a waste of time.

5. Quantity matters, quality does not.
That includes documentation, i.e. writing proper, concise, & comprehensive notes.

6. The goal of "Sub-specializing" is to reduce your workload
not to master a skill or improve the standard of care.

7. Theoretical knowledge has the priority over clinical experience.
That's why cardiologists who stay home and study always do much better than those real-time cardiologists who spend their time at the clinical service.

8. History taking and physical examination are not important.
So don't waste your time in that area. 
There's even no need to bring your own stethoscope with you on the job.

9. Use only one diagnostic tool, and rely only on one diagnostic sign to come up with a diagnosis. Once a diagnosis is made, do not try to think of alternative diagnoses. Life is easier if things were either in black or white. Grey  is an irritating color anyway.

10. Never teach/train/tutor your juniors. 

If they have questions or queries, tell them to "go home and read". Juniors are there for you to abuse them, not to teach them. Remember that your junior students today, might (& ultimately will) become your colleagues tomorrow. So make sure to delay this inevitable outcome as much as possible, and not teaching them is one of the techniques to hinder that process. 


11. Any non-physician at work, is inferior to you. 
This is how 3rd world mentality mainly operates: teamwork is not tolerated. 


The workplace has to be dominated by an "alpha employee". In the healthcare business, it is the physician. Nurses, technologists, physiotherapists, pharmacists and ward clerks, are there to "serve" the physician, not the patient. Then we wonder why we're called a 3rd world! 


12. Adult congenital heart disease is a pediatric speciality and must NOT be taken care of by adult cardiologists, even if the patient was 60 years old!


ECG interpretation
1. Leads I & AVL are redundant and have no significant diagnostic value and should be ignored.

2. Recording an ECG for a patient with chest pain and an underlying LBBB is not important.

3. Determinig the axis is not important.


4. No need to differentiate Atrial Fibrillation from Atrial Flutter, because the management in both scenarios is the same. 


5. Differentiating AVNRT from AVRT is a waste of time. Just say SVT and get it over with!


ECG is not an important diagnostic tool anyway, since patient might end up having a coronary angiography anyway, especially in private practice. 


Echocardiography

1. There's no need to record an ECG  during the echo study. Since timing of cardiac events is useless.

2. 2D imaging is what matters most. 


3. Your echo views should be as limited as possible. You do not want to stumble on an incidental pathological finding just because you were overzealous in taking extra shots! 

4. Your echo study should not take more than 15 minutes, and your echo report must not exceed 50 words. 


5. In patients with decompensated heart failure, assessment of systolic function is what matters most, diastolic heart failure is an overrated phenomenon and is of no diagnostic/prognostic value at all. 


Echocardiography is not a real speciality anyway, since any cardiologist, including an interventional cardiologist, can perform echocardiography efficiently.

Invasive cardiology
1. Now that is the best and most important subspecialty in Cardiology.

2. You only need to know basic coronary anatomy. Interventional cardiology only involves performing a coronary angiogram (injecting the coronary arteries), and a consequent PCI if needed. Knowing and understanding coronary physiology is a waste of time. It is pure "plumbing".

3. Other skills of the speciality (e.g. Invasive hemodynamics, FFR, CFR, IVUS, IABP..etc) are not important and there's no need to master them.

4. If you're an interventional cardiologist, you don't need to have a stethoscope because you don't have to auscultate. 


5. Publicity is vital. 
People have to know you if you were interested in private practice.

To make a long story short: As long as third world cardiologists have the above belief system, they will NEVER be as competent as their peers in the western world.