سافرتُ مؤخراً لحضور مؤتمر للقسطرة القلبية في مدينة لم أزرها من قبل. حجزت للفندق عن طريق الموقع الشهير "بوكنغ دوت كوم" (booking.com). الفندق كانت أسعاره مبالغ فيها. على أساس أن مستواه ٤ نجوم و قريب جغرافياً من مبنى المؤتمر.
عندما وصلتُ البلد بعد رحلة شاقة ، و ركبت سيارة الأجرة في المطار و وصلتُ الفندق ، أخرجتُ محفظتي لأحاسب سائق التاكسي. الذي قال لي أنه يريد إكرامية (بقشيش) فوق ثمن الأجرة التي حدّدها "عدّاد" السيارة. و الإكرامية التي إقترحها اللئيم كانت نصف ثمن الأجرة. ياللوقاحة! أعطيته إكرامية بسيطة و اعتذرت عن دفع المزيد. تركَني و هو "زعلان".
دخلتُ الفندق و صُدِمت. فإذا به فندق بسيط جداً لا يتعدى مستواه الثلاث نجوم ، مقارنة بفنادق دبي مثلاً. لم أرَ في بهو الفندق -اللوبي- أحداً غير موظف الاستقبال الذي قال لي أن الخدمة كانت "ذاتية". بمعنى أنني أسحب حقيبتي بنفسي الى غرفتي بعد استلام المفاتيح. إذ لا يوجد حمّال أو حتى بوّاب في الفندق. لا أدري كيف دفعت ثمن إقامتي لهذا الفندق الباهظ الثمن ببطاقتي الائتمانية. لو كنت أعلم بمستواه لما فكرت بالإقامة فيه.
بعدما وضعتُ حقيبتي في الغرفة أردتُ استكشاف المدينة. فالجو كان رائعاً. الحرارة القصوى وقت الظهيرة لم تتعدّ ٢٥ درجة مئوية. لكن شوارع المدينة للأسف كانت قديمة بالية قذرة. رائحة المجاري الفواحة كان من الصعب تجاهلها. في كل زاوية و ممر كنت أرى المشرّدين. منهم النائم متوسداً الرصيف. و منهم الجالس و في يده زجاجة خمر مغلفة بكيس. و منهم من يتسوّل من المارة و يصرخ في الهواء باكياً دون سبب بين الحين و الآخر.
![]() |
المشردون يملؤون الشوارع |
تناولت الغداء في مطعم مجاور للفندق. و بعدما دفعت قيمة الوجبة ، رفض النادل -الجرسون- قبول الفاتورة بدون "بقشيش". و فسّر لي أن مبلغ البقشيش يعادل ضِعف ضريبة المبيعات التي كانت ١٠٪ من قيمة الفاتورة أصلاً. قلت له "ما عندي خردة (فكّة)" فقال لي تلقائياً "لا تقلق ، إدفع البقشيش بالبطاقة الإتمانية ، أو نقداً و نحن سنعطيك الفكّة". و رفض خروجي من المطعم قبل دفع البقشيش. إقشعر بدني. إذ أنني لم أتوقع سلوكاً بهذه الوقاحة.
بقيتُ في هذه المدينة التعيسة أسبوعاً لحضور فعاليات المؤتمر. بعد ذلك رجعتُ الكويت فرحاً بترك تلك المدينة التعيسة. بدون مبالغة ، أفضل جزء في كل الرحلة كان السفر على متن طيران الإمارات الرائع في الإقلاع و العودة! ناهيك عن التسوق في مطار دبي المترامي الأطراف منقطع النظير.
![]() |
الطائرة في مطار دبي الدولي |
إذا إعتقدتَ من هذه القصة ان المدينة التي سافرتُ إليها كانت القاهرة أو طهران أو مومباي ، فأنت مخطيء. إنها كان مدينة سان فرانسيسكو في ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية. سان فرانسيسكو التي سوّقتها لنا أفلام هوليود على انها جنة الله على الأرض. سافرتُ إليها متحمساً ، و رجعت منها خائباً. ربما أكثر فيلم جعلني معجباً بهذه المدينة كان "ذا روك" (The Rock) بطولة نكلاس كيج و شون كونري و إد هارس.
إستكشفت معالم المدينة خلال زيارتي القصيرة. جسر البوابة الذهبية (Golden Gate Bridge) الذي أضحى رمزاً للبلد و قبلة الزوار. و مقطورة سكة الحديد التي تعمل منذ سنة ١٩١٢ ، و جزيرة ألكتراز التي تحوي السجن المشهور بنفس الإسم. و مرسى ٣٩ (Pier 39). عندما رأيت هذه المعالِم المُهمَلة التعيسة ، رأيتُ فيها "بقايا" أمّة عظيمة. مثلما نرى إهرامات الجيزة في مصر أو تاج محل في الهند. لم تثر إعجابي و لا إهتمامي بعكس توقعاتي. جسر البوابة الذهبية المعلق كان تصميماً هندسياً رائعاً وقت بنائه. لكنه ليس بالعظَمة التي توقعتها.
![]() |
مقطورة سان فرانسيسكو الشهيرة |
![]() |
جزيرة ألكتراز |
![]() |
جسر البوابة الذهبية |
بجانب الفندق "ساحة الإتحاد" (union square) في وسطها عمود عال عليه تمثال لإمرأة واقفة. حول الساحة بضع مجمعات تسوق مع بعض المطاعم. كتيّب الدليل السياحي أطلق على هذه الساحة "جنّة التسوق" (shopping heaven). الظاهر المسكين الذي كتب هذا الدليل لا يعرف مجمع الأفنيوز في الكويت ، الذي يفوق مجمعات ساحة الإتحاد في المساحة و تنوع البضائع و كثرة المحلّات.
![]() |
ساحة الإتحاد "جنة التسوق" |
رأيتَ المشردين في كل مكان؟ تصدق يا بدر ، هؤلاء المشردين أكثرهم محاربون قدامى في الجيش الأمريكي (veterans) تم تسريحهم بعد انتهاء خدمتهم و إنتهى بهم الحال في الشوارع. أدمنوا الخمر و المخدرات بسبب ما رأوه خلال خدمتهم العسكرية. أنا كلما رأيت أحدهم أعطيته ١٠ دولارات صدقة. هم حاربوا من أجل هذا البلد و "يستاهلون" هذه الصدقة.
الكل يلاحقك و يطالبك بأكرامية؟ يا أخي الأمريكان مساكين. فالأزمة الإقتصادية التي عصفت بهم أرهقتهم مالياً و أنا لا ألومهم على سلوك كهذا.
مجمعات التسوق في أمريكا لم تعجبك؟ طبعاً مجمعاتهم لن تعجبك. لأن الأمريكان الآن يتسوقون بكبسة زر عن طريق الانترنت "أونلاين" مع خدمة توصيل للمنازل دون الحاجة للتسوق خارج المنزل.
و بعدما سمع ما قلته عن قذارة شوارع سان فرانسيسكو و إهمال المعالم السياحية فيها ، ختم حديثه لي بعبارة "أنت أصلاً ما يعجبك شيء".
ما علاقة هذه القصة بعنوان المقال؟
اليابانيون وصفوا حالة مقاربة لتجربتي في سان فرانسسكو. أطبقوا عليها متلازمة باريس (Paris Syndrome). اليابانيون فكرتهم عن باريس أنها عاصمة الجَمال. كل الناس جميلة المظهر طويلة القامة ، رائحتهم عطر "كوكو شانيل". الجو ربيعي خيالي طوال العام. كل البيوت و الشقق تطل على برج إيفل. و عندما يسافر السياح اليابانيون إلى باريس يرونها على حقيقتها. مدينة أوروبية عادية جداً. أهلها وقحين بسبب غلاء المعيشة. رائحتهم نتنة لأنهم لا يستحمون كثيراً. يعانون اليابانيون المساكين من صدمة الواقع بعد ذلك لأنهم شاهدوا باريس على حقيقتها.
يظن البعض أن "البحث العلمي" محصور بالعباقرة و أذكياء القوم فقط. الأمر ليس كذلك إطلاقاً. البحث العلمي بكل بساطة هو "نمط تفكير" تم تصميمه و تعديله و تنقيحه على مر السنين. الغرض الأساسي منه أن لا نخدع أنفسنا عندما نحاول فهم العالم من حولنا. أو بالكويتي البسيط "ما نقِص على روحنا". أو مثلما قال الفيزيائي الراحل ريتشارد فاينمان "لا تخدع نفسك. فأنت أسهل شخص ممكن تخدعه".
يظن البعض أن "البحث العلمي" محصور بالعباقرة و أذكياء القوم فقط. الأمر ليس كذلك إطلاقاً. البحث العلمي بكل بساطة هو "نمط تفكير" تم تصميمه و تعديله و تنقيحه على مر السنين. الغرض الأساسي منه أن لا نخدع أنفسنا عندما نحاول فهم العالم من حولنا. أو بالكويتي البسيط "ما نقِص على روحنا". أو مثلما قال الفيزيائي الراحل ريتشارد فاينمان "لا تخدع نفسك. فأنت أسهل شخص ممكن تخدعه".
البحث العلمي طريقة مقنّنة لوصف الأمور كما هي ، و ليس كما نتمناها. عقل الإنسان ملىء بالمغالطات الفكرية و المعتقدات المتناقضة و الأحكام المسبقة و الأنماط العوجاء التي تشوش التفكير السليم. نحن مواطني العالم الثالث لسنا أقل من الغربيين في الذكاء. بل نحن ربما نتفوق عليهم في مجالات عديدة. المشكلة ليست في الذكاء ذاته ، و إنما في طريقة التفكير غير العلمية التي حجّمتنا و قصّصت أجنحتنا عبر الأجيال و جعلتنا "نبدو" متخلفين. سأضرب بضعة أمثلة من القصة المذكورة.
١. الانحياز التأكيدي (confirmation bias).
ربما أشهر مغالطة فكرية عندنا. نحن نتغاضى عن النتائج التي تناقض معتقداتنا ، بينما نعلن على النتائج التي ترسخها. أو كما قال الإمام الشافعي...
عين الرضا عن كل عيب كليلة ... لكن عين السخط تبدي المساويا
كالأم التي لا تعاقب ابناءها على غلطة ارتكبوها و تلتمس لهم العذر. بينما زوجة الأب تعاقب أبناء زوجها و بقسوة على الغلطة نفسها. مبدأ إزدواجية المعايير (double standards) بهذه الطريقة غير علمي وغير أخلاقي. قريبي المتيّم بأمريكا كان يبرر كل ظاهرة سيئة ذكرتها في تجربتي في سان فرانسيسكو.
نحن على سبيل المثال نتضايق من الجرسون المصري اذا طلب منّا بقشيش بأدب. لكننا نلتمس العذر من الجرسون الأمريكي إذا طالَبَنا بدفع بقشيش له بقلّة أدب.
نحن على سبيل المثال نتضايق من الجرسون المصري اذا طلب منّا بقشيش بأدب. لكننا نلتمس العذر من الجرسون الأمريكي إذا طالَبَنا بدفع بقشيش له بقلّة أدب.
٢. الدراسة العمياء (blind study).
لقد تعمدت عدم ذكر إسم المدينة في بداية القصة. فعندما تدرس موضوعاً ما بدون احكام مسبقة ، سيكون حكمك حيادياً أكثر. في الطب مثلاً، عند تقييم فعالية دواء جديد في السوق ، يتم إعطاؤه للمريض دون ذكر إسم الدواء. ذلك كي لا يتدخل "العامل النفسي" في الحكم على المفعول الفعلي للدواء المجرّب.
٣. مهاجمة "ذات الشخص" (ad hominem).
إحدى الخدع التي يستخدمها أهل المحاماة و السياسة على حد سواء ، مهاجمة "ذات الشخص" بدلاً من مهاجمة الفكرة. خدعة رخيصة فعلاً و تعتبر ضربة تحت الحزام. لكنها خدعة لا يعلمها الجميع. عندما قال لي قريبي "أنت أصلاً لا يعجبك شيء" فهو هاجم ذاتي مبرراً بذلك أنني متشائم بطبعي ، و "ما يعجبني العجب و لا الصيام في رجب" و بالتالي لن تعجبني أي مدينة أزورها مهما كانت جميلة.
ماذا لو إستخدمت الطريقة العلمية في البحث و حاولت وصف أمريكا كما هي؟ ربما سألخصها كالآتي:
١. الإعلام الأمريكي (هوليود) قوي و جبار.
دور السينما في العالم كله مفتوحة للأفلام الأمريكية التي تصور لنا ان أمريكا الفردوس الأعلى. دول أخرى في العالم تفوقت على أمريكا في عدة مجالات و تقدمت عليها بمراحل. لكن الإعلام في هذه الدول ضعيف. حتى بعض هذه الدول تكره الإعلام أساساً و يفضّل أهلها العمل بصمت ، و أشهرها الدول الاسكندنافية. روعة الإعلام الأمريكي في إقناع الناس الذين يعيشون في جهنم أنهم يعيشون في الجنة. يقنعونك بأن الأسود أبيض. و إذا لم تقتنع ، معناها المشكلة فيك. حتى لو كانت المشكلة في غيرك.
دور السينما في العالم كله مفتوحة للأفلام الأمريكية التي تصور لنا ان أمريكا الفردوس الأعلى. دول أخرى في العالم تفوقت على أمريكا في عدة مجالات و تقدمت عليها بمراحل. لكن الإعلام في هذه الدول ضعيف. حتى بعض هذه الدول تكره الإعلام أساساً و يفضّل أهلها العمل بصمت ، و أشهرها الدول الاسكندنافية. روعة الإعلام الأمريكي في إقناع الناس الذين يعيشون في جهنم أنهم يعيشون في الجنة. يقنعونك بأن الأسود أبيض. و إذا لم تقتنع ، معناها المشكلة فيك. حتى لو كانت المشكلة في غيرك.
٢. أمريكا كانت فعلاً أعظم أمة على وجه الأرض.
لأنها كانت في سباق تكنولوجي أسطوري مع العملاق السوفييتي في الحرب الباردة. خصوصاً في التسلّح النووي و التعليم و غزو الفضاء. بعد إنحلال الاشتراكية و إنهيار السوفييت ، تغيّرت المعادلة قليلاً بسبب زوال الخصم. مثلها في ذلك -إلى حد ما- مثل الزوجة الأولى التي تنافس الزوجة الثانية للحصول على رضا الزوج. هذه المنافسة تنعدم و تزول اذا طلّق الرجل زوجته الثانية. طلاق الزوجة الثانية ربما سيجعل الزوجة الأولى تهمل زوجها. لأن الخطر الذي كان يهدد وجودها قد زال.
لأنها كانت في سباق تكنولوجي أسطوري مع العملاق السوفييتي في الحرب الباردة. خصوصاً في التسلّح النووي و التعليم و غزو الفضاء. بعد إنحلال الاشتراكية و إنهيار السوفييت ، تغيّرت المعادلة قليلاً بسبب زوال الخصم. مثلها في ذلك -إلى حد ما- مثل الزوجة الأولى التي تنافس الزوجة الثانية للحصول على رضا الزوج. هذه المنافسة تنعدم و تزول اذا طلّق الرجل زوجته الثانية. طلاق الزوجة الثانية ربما سيجعل الزوجة الأولى تهمل زوجها. لأن الخطر الذي كان يهدد وجودها قد زال.
٣. دوام الحال من المحال.
ماذا كانت أمريكا في حقبة السبعينات و الثمانينات؟ و بالمقارنة ، ماذا كانت دول الخليج العربية في تلك الفترة؟ أمر طبيعي لكل من درس في أمريكا في تلك الحقبة أن يكون مسحوراً بها. لكن العولمة (و خصوصاً الانترنت) غيّرت قوانين اللعبة و رجّحت الكفة تجاه من يملك مالاً أكثر للإستثمار.
في وقتنا الحاضر ، مقهى "ستاربكس" في الكويت أنظف و أرقى و أجمل من أي مقهى "ستاربكس" في أمريكا. أحد معارفي يعمل في مجال الترويج السياحي لأمريكا. فسألته مستغرباً "أمريكا محتاجة ترويج سياحي؟" فقال لي "المنافسة في السياحة شديدة هذه الأيام ياخوي. خصوصاً سياحة دول شرق آسيا". هذه حقيقة و ليست رأيي الشخصي. ليس التحدي في الوصول الى القمة. و إنما في البقاء على القمة.
ماذا كانت أمريكا في حقبة السبعينات و الثمانينات؟ و بالمقارنة ، ماذا كانت دول الخليج العربية في تلك الفترة؟ أمر طبيعي لكل من درس في أمريكا في تلك الحقبة أن يكون مسحوراً بها. لكن العولمة (و خصوصاً الانترنت) غيّرت قوانين اللعبة و رجّحت الكفة تجاه من يملك مالاً أكثر للإستثمار.
في وقتنا الحاضر ، مقهى "ستاربكس" في الكويت أنظف و أرقى و أجمل من أي مقهى "ستاربكس" في أمريكا. أحد معارفي يعمل في مجال الترويج السياحي لأمريكا. فسألته مستغرباً "أمريكا محتاجة ترويج سياحي؟" فقال لي "المنافسة في السياحة شديدة هذه الأيام ياخوي. خصوصاً سياحة دول شرق آسيا". هذه حقيقة و ليست رأيي الشخصي. ليس التحدي في الوصول الى القمة. و إنما في البقاء على القمة.
للأمانة ، بالرغم من كل تلك المساويء. تظل الولايات المتحدة أمة عظيمة متميزة. و ذلك للأسباب التالية:
أ. الأدب العام.
بغض النظر عن قصة "البقشيش" التي ضايقتني. الأمريكان بشكل عام مؤدبين في التعامل. يقفون في الطابور. يحترمون النظام. يرحبون و يصافحون الغريب وقت التحية و يحتضنون أحبائهم. يعملون بأخلاق مهنية عالية (بروفيشناليزم professionalism). يتعاملون بعبارات مهذبة مثل "آسف" (Sorry)، "المعذرة" (Excuse me)، "من فضلك" (Please) و "سيدي" (Sir) .
ب. إحترام الحرية الشخصية.
الأمريكي يرتدي ما يتمناه. يعتنق الدين الذي يعجبه. يرسم على جسمه الوشم الذي يريده. يعيش نمط حياته بالطريقة التي تريحه. دون الخوف من الضغوط الإجتماعية المتخلفة الموجودة في بعض بلداننا. الحرية الشخصية في أمريكا يحميها الدستور.
ج. السوق المفتوح.
أمريكا سوق كبير و مفتوح بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. المعيار الوحيد للنجاح فيها هو الكفاءة. فالذي لديه سلعة مطلوبة و مرغوبة ، سيبيع منها كميات كبيرة و يصبح مليونيراً في زمن قياسي. الفرص متوفرة للكل. بغض النظر عن الأصل و الجنسية و الدين و غيره. السوق المفتوح له ميزاته و أخطاره أيضاً.